|| فرحةُ تخرج ||

قليلة تلك اللحظات في الحياة التي نشعر فيها بفرحة غامرة لا يمكن وصفها أو معرفة حجمها و مداها .. و التي تجعل الذكريات القريبة و البعيدة تمّر كشريطا سينمائيا كأنما يعرض لك فيلما .. إحدى هذه اللحظات كانت هذا اليوم الحادي و العشرين من رجب لعام 1431 هـ .. هذا اليوم الذي فرحنا فيه بتخرج الأخ الغالي و كما يُقال " آخر العنقود " من الثانوية بتفوق بعد رحلة دراسية استمرت 12 عاما ً ..
أذكره جيدا .. أذكره طفلاً كما لو كان بالأمس لا يقوى على الحركة و الحديث أجلس بالساعات إلى جانبه نتسلى باللعب معاً .. لا زلت أذكر تلك الضحكات و حتى تلك الدموع حينما يعبر بها عن الجوع أو الألم ..
أذكره جيدا .. حينما كان يذهب إلى الروضة و يكتب أحرفه الأولى , و تمر السنوات و يكبر الطفل شيئا فشيئا ..
أصبح ذلك الطفل فتىً و شاباً و الآن رجلاً .. و نِعم الرجل ..
و ها هو الآن قد انتهى من المرحلة الثانوية .. لينتقل إلى المرحلة الجامعية أسأل الله له التوفيق فيها و في حياته ..
سعيدة جداً بتخرجه .. من القلب مبروك لنا و هنيئاً لنا هذا التخرج
:")

|| العائلة الفيسبوكية ||

فيما مضى ,
ذات يومٍ من الأيام كنا نتحدث عن إنشاء مجموعة خاصة بموقعنا على الموقع الشهير " الفيس بوك " , فرفض البعض الانضمام لهذا الموقع باسم المجموعة متعلّلا بأنه علينا أن لا نساهم في جذب الشباب إلى مثل تلك المواقع التي وصفها بأنها بؤرة للفساد و الانحلال الأخلاقي و الديني و أنها مصدر كل تلك الشرور التي نعاني منها في زماننا .. كما أنها منبع الفتن و مُحطّم العادات و القيم ..

ثمّ ,
بعدها بمدّة دخل عليّ أخي ليخبرني بأنه قد انضم إلى العائلة " الفيسبوكية " بتسجيله في منبع الفتن و بؤرة الفساد , بناء على دعوة تلقاها من أحد الأصدقاء .. حينها شعرت بالضيق و بادرته القول أن علينا التأكد و التثبت من أي شيء قبل قبول أي دعوة لا أن نقبلها فوراً و دون أن نعرف ما نوع الموقع الذي سنسجل الدخول إليه ..

بعد مدّة ,
سألتني صديقة لي غالية على قلبي , لماذا لا تدخلين " الفيس بوك " , فأجبتها بأنني لا أمتلك حساباً في هذا الموقع و لم أفكر يوماً في إنشاء حسابٍ جديد ,, فقالت لي و كيف ذلك و قد وجدت حساباً لكِ هناك بعد أن قمت بالبحث بواسطة بريدك الالكتروني ..
دُهشت لسماع ذلك و أعدت قولي عليها مجددا بأنني لا أمتلك حسابا لم أقم بإنشاء أي حساب فقالت ربما هو تشابه في البريد .!!

تجربة و فضول ,
بدأ الفضول و بدأت التساؤلات فحاولت الدخول و تسجيل حساب جديد , و عندها كانت الصدمة , عنوان البريد الإلكتروني الخاص بي مستخدم !!
كيف ذلك , متى , أين , من قام باستخدامه ,, وحينها طالبت بكلمة المرور فجاءتني على طبق من ذهب إلى بريدي ,,
فتحت البريد و نسخت كلمة المرور و سجلت إلى هذا العالم الدخول ,,
وجدت الكثير من طلبات قبول الصداقة منهم من عرفت فقبلت إضافتهم و منهم من لم أعرف فرفضت ..
و حتى هذه اللحظة لا زالت فكرة بؤرة الفساد في مخيلتي و لا زلت أجهل الكثير عن العالم " الفيسبوكي " ..

تدور الأيام ,
بدأت أتعلم استخدامه و أتُقن أبجدياته و أفعل كما يفعل الآخرون .. أتصفحه بين حينٍ و آخر .. أدخله يوماً و أتغيب عشراً ..
وجدت من كان يرفض دخوله بالأمس قد أصبح من الناشطين في استخدامه اليوم ,, و لا زالت علامة الاستفهام تدور في ذهني " من قام باستخدام بريدي و إنشاء هذا الحساب " ؟!!

و اليوم ,
وجدت طريقي الخاص الذي رسمته لنفسي في استخدام هذا الموقع , لست مُجبرة على قبول كل الصداقات التي لا أعرفها أو الغير نافعة كما أنني لست مجبرة لملأ صفحاتي بالسخافات أو المحرمات أو المكروهات أو حتى تشويهها بالتافه من الأمور ,,
وجدت الكثير من الأصدقاء القدامى و الذين أفخر بصحبتهم و أفخر أن يتواجدوا ضمن قائمة أصدقائي , و جدت الكثير من العظماء الذين أتشرف بقراءة ما يكتبون على صفحاتهم الخاصة و استزيد علماً بصحبتهم و ملاحظاتهم ,,
وجدت هذا العالم يجمع القلوب و يُسهل التواصل و يقرّب البعيد و يزيد من محبة القريب ..
وجدته منبرا لقول الحق , وجدته خير متفاعل مع القضايا العالمية و العربية و الإنسانية , وجدته ممتعاً في العمل , وجدته بوابة أخبار , وجدته منبر دعوة فقد تجد كلمة تضعها طريقا لقلب من يحتاجها دون أن يشعر ,,
و اهتديت في آخر المطاف لأمر هام .. الفيس بوك كغيره من الأمور نحن من يحدد مساره و اتجاهه .. هو في نهاية الأمر أداة وضعت في يد الإنسان .. منهم من أساء استخدامه و عليه اساءته و منهم من أحسن توجيهها و له إحسانه ,,
و شكراً لمن يرجع لهم سبب تواجدي ضمن العائلة الفيسبوكية و انضمامي لها و جزاه الله خيرا هذا المجهول الذي قام بإنشاء حسابي فله أجر كل حرف أكتبه و إن كنت لا أعرف هويته ..