أتساءل دوماً .. كيف هيَ الحياة عندما تخلو من الذكريات ؟!
و هل تُسمّى حياةً !!
أعجزني هذا الكائن " الذكريات " عن تعريفه أو وصفه ..
وجدته حياةً بأكملها .. خلاصة تجارب و أيامٍ عشناها ..
و ما كانت لِتُنقش هذه الذكريات لولا أن الحياة رسمتها بريشتها كل ما عشنا فيها يوماً ..
فهي إذاً دليل حياة هذا الكائن و وجوده ..
الذكريات ,, نجد فيها أنفسنا إن يوماً أضعناها و نسترجع أمساً قد فقدناه ..
نجدها أغلى المقتنيات نُودِعُها صندوقاً محكم الإغلاق ندوّن ما كان منها قابلاً للنشر ..
و نحتفظ بما تبقى في مستودع الأسرار ..
و ربما نفقد بعضاً منها و نلقي بها خارج الصندوق تحت طائلة النسيان ..
الذكريات ,, تلك القوة الكامنة تستفزها بعض ملامح الذكرى و أطيافها ..
فتندفع بقوة لتغير الحال من حزن إلى سعادة أو العكس ..
يتوقف هذا على نوع الذكرى .. فهي كالمخدر يحملنا إلى عالم آخر نشعر فيه بنشوة حالمة ..
أو كالصبر مر المذاق نبتلعه سريعاً كي لا نشعر بطعمه ..
قد تُسكت هذه الذكريات أنين القلوب .. و قد تجدد نزف جرح لم يلتئم ..
أجد في الذكريات قصص طفولة مسلية .. و تجارب صِبا .. و تاريخ أحداث عاصرناها ..
يمرّ بذاكرتي أشخاص لكلٍ منهم سمة تميز بها .. و كلّ واحدٍ منهم بطلٌ لقصةٍ عشتها ..
الذكرى ,, ذلك الغائب الذي يعود كلما اشتقنا إليه .. يتجسد أمامنا و نشعر به ..
نعيش فيه كأنه يحدث لأول مرة ليس ماضياً قد عاد و إنما حاضرٌ قد جاء ..
ثم نصحو على واقع فإذا العالم الذي كنّا نعيشه ليس إلا ذكرى انقطع عنها التيار ,,
عادت إلى الصندوق و رحلت معها كل الشخصيات ..
لَقد انْقَضَت تِلكَ السُنون و أهلْها .... فَكَأنها و كَأنهُم أحلامُ
تمضي هذه الأيام و تنقضى و لا يبقى منها إلا الذكريات فاحرص على أن تُبقي منها أجملها ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق